2‏/5‏/2012

الصفحة العاشرة - سورة البقرة

الصفحة العاشرة وتفسيرها


التفسير الميسر

( 62 ) إن المؤمنين من هذه الأمة ، الذين صدَّقوا بالله ورسله ، وعملوا بشرعه ، والذين كانوا قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم من الأمم السالفة من اليهود ، والنصارى ، والصابئين - وهم قوم باقون على فطرتهم ، ولا دين مقرر لهم يتبعونه - هؤلاء جميعًا إذا صدَّقوا بالله تصديقًا صحيحًا خالصًا ، وبيوم البعث والجزاء ، وعملوا عملا مرضيًا عند الله ، فثوابهم ثابت لهم عند ربهم ، ولا خوف عليهم فيما يستقبلونه من أمر الآخرة ، ولا هم يحزنون على ما فاتهم من أمور الدنيا .
 وأما بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم خاتمًا للنبيين والمرسلين إلى الناس كافة ، فلا يقبل الله من أحد دينًا غير ما جاء به ، وهو الإسلام .

( 63 ) واذكروا - يا بني إسرائيل - حين أَخَذْنا العهد المؤكَّد منكم بالإيمان بالله وإفراده بالعبادة ، ورفعنا جبل الطور فوقكم ، وقلنا لكم : خذوا الكتاب الذي أعطيناكم بجدٍ واجتهاد واحفظوه ، وإلا أطبقنا عليكم الجبل ، ولا تنسوا التوراة قولا وعملا كي تتقوني وتخافوا عقابي .

( 64 ) ثم خالفتم وعصيتم مرة أخرى ، بعد أَخْذِ الميثاق ورَفْع الجبل كشأنكم دائمًا . فلولا فَضْلُ الله عليكم ورحمته بالتوبة ، والتجاوز عن خطاياكم ، لصرتم من الخاسرين في الدنيا والآخرة .

( 65 ) ولقد علمتم - يا معشر اليهود - ما حلَّ من البأس بأسلافكم من أهل القرية التي عصت الله ، فيما أخذه عليهم من تعظيم السبت، فاحتالوا لاصطياد السمك في يوم السبت ، بوضع الشِّباك وحفر البِرَك ، ثم اصطادوا السمك يوم الأحد حيلة إلى المحرم ، فلما فعلوا ذلك ، مسخهم الله قردة منبوذين .

( 66 ) فجعلنا هذه القرية عبرة لمن بحضرتها من القرى ، يبلغهم خبرها وما حلَّ بها ، وعبرة لمن يعمل بعدها مثل تلك الذُّنوب ، وجعلناها تذكرة للصالحين ؛ ليعلموا أنهم على الحق، فيثبتوا عليه .

( 67 ) واذكروا يا بني إسرائيل جناية أسلافكم ، وكثرة تعنتهم وجدالهم لموسى عليه الصلاة والسلام ، حين قال لهم : إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة ، فقالوا - مستكبرين - : أتجعلنا موضعًا للسخرية والاستخفاف ؟ فردَّ عليهم موسى بقوله : أستجير بالله أن أكون من المستهزئين .

( 68 ) قالوا : ادع لنا ربَّك يوضح لنا صفة هذه البقرة ، فأجابهم : إن الله يقول لكم : صفتها ألا تكون مسنَّة هَرِمة ، ولا صغيرة فَتِيَّة ، وإنما هي متوسطة بينهما ، فسارِعوا إلى امتثال أمر ربكم .

( 69 ) فعادوا إلى جدالهم قائلين : ادع لنا ربك يوضح لنا لونها . قال : إنه يقول : إنها بقرة صفراء شديدة الصُّفْرة ، تَسُرُّ مَن ينظر إليها .


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

إذا كان لديك سؤال ، أو تعليق ، أو تنبيه ، فاكتبه هنا ...
لتصلك إشعارات الردود على هذا الموضوع انقر على ( إعلامي ) أسفل صندوق التعليق ...